06 - 05 - 2025

ماستر سين | غنـوا للوطـن

ماستر سين | غنـوا للوطـن

نعيش أياما صعبة صنعتها الحروب والأطماع الغاشمة، يخيم عليها أجواء من القلق والترقب وأشباح الأزمات المتعددة من حولنا (حفظ الله مصر)، شرد فكري بعيدا وتساءلت: ماذا لو كنا نعيش نفس الظروف في وجود كبار نجوم وأساطين الفن؟

ماذا لو كان بيننا الآن العمالقة: أم كلثوم، بليغ حمدي، فريد الأطرش، وردة، بل ماذا لو كان بيننا يوسف شاهين وصلاح أبو سيف ورفاقيهما من المؤلفين والسيناريست وبقية هؤلاء العظماء، أتصور أنهم كانوا سيغنون لنا ويقدمون الأفلام التي تواكب تلك الأجواء، سيشدون على أيادينا، سيقوون من عزمنا وهمتنا في الصبر والجلد والوقوف صفا واحدا مع الوطن، كما فعلوا في حروب الاستنزاف وأكتوبر المجيد والحروب العالمية، و 30 يونيو الخالد، أين نجوم الغناء الحالي الكبار: الأصدقاء: الكنج محمد منير شفاه الله وعافاه، محمدالحلو، علي الحجار، نادية مصطفى.. وشيرين عبدالوهاب، لماذا خبا صوتهم: أخوفا أم ارتباكا؟ ان كان خوفا فلا يصح، وإن كان ارتباكا فعلينا أن ننبههم إلى واجبهم الوطني والانساني ، كما فعل آباؤنا مع رموز مصر من قبلهم، ان الغناء والسينما في تاريخ مصر القديم والحديث ليس ترفيها ولا رفاهية، بل هو استدعاء للهمم، والطبول كانت في مقدمة الجيوش، فهذا هو دور الأغنية والسينما المصرية الوطنية، التي لا يتذكرها بعض المنتجين والقائمين على أمر صناعة السينما والغناء في بلدي، إلا أثناء المحن والشدائد.. وها نحن نعيش أجواء المحن والشدائد من حولنا ما بين أزمات في وطن عربي يتمزق وصعوبات الحياة اليومية التي يتحملها المواطن في صبر وإيمان وانتماء يدهش العالم، ومن قبل وبعد كل شئ نتذكر أن " حب الوطن فرض علينا" وعلى الفن أن يشحذ الهمم ويعمق الانتماء. 

يوما ما كتب أحد كبار الأطباء النفسيين في روشتة لمريض "ينصح بمشاهدة مسرحية لعادل إمام"، وكان بذلك ملهما لكثير من الأطباء أن يكتشف الطب النفسي الحديث أن مشاهدة فيلميين روائيين يوميا يقوم بدور الوقاية من شبح الإكتئاب المؤلم، وإذا كان الشعر هو ديوان العرب، فإن الفن هو ديوان الوطن نفسه.

في أكتوبر من عام 1973 المجيد.. انتعشت الأغنية الوطنية، وذاقت طعم الفرحة وإيقاع النصر، وصيحة العزة، الآن يجب أن تستعيد دورها لانتشالنا من الأحزان ولاصطفافنا تحت راية علم ونشيد.

هل من مدرك لطبيعة ووظيفة الفن في إسعاد وانتماء البشرية.
---------------------------
بقلم: طاهـر البهـي

مقالات اخرى للكاتب

ماستر سين | محمد بيومي .. أبو السينما المصرية